نستضيف في هذه الحلقة الأديب والشاعر محمد الحرز. تحدّثنا عن التحولات التاريخية في السعودية، وأثرها على المشهد الثقافي السعودي عمومًا، والشيعي في الأحساء والقطيف خصوصًا. بدأ الحرز الحديث عن مفهوم الهوية، إذ يراه مفهومًا جديدًا في الدراسات الحديثة، غير أن الهوية كظاهرة عرفها الناس على مر التاريخ. ويؤمن الحرز أنّنا لم نتعلم الحديث بأريحية عن هوياتنا. كما يذكر أنّ كل طائفة موجودة لها بعد أقلّي مرتبط بهويّتها، يشمل العادات المجتمعية والتقاليد وتحاول التمسك به والدفاع عنه. لكن كل مجتمع بحاجة لقيم مشتركة ورؤية معينة للتاريخ والمستقبل؛ حينها تطغى روح المواطنة على الطائفية السلبية. انتقل للحديث عن الفرق بين الأحساء والقطيف، وأثر الأرض على الأديب وعمله وسلوكه، مؤكدًا أنّ شعراء الأحساء هم الأكثر حنينًا وارتباطًا بمنطقتهم. ذكر لنا أيضًا اعتياد طالب العلم الأحسائي الدراسة في النجف وكربلاء في العراق، ليصبح بذلك بعد عودته رجلًا تنويريًا يسعى لحل مشكلات مجتمعه. ينفي ضيفنا إمكانية أن يكون الأديب محايدًا، فيقول أنّ الأيديولوجيا والعقائد تحمي الشخص وجوديًا وتُشبع غريزته في الانتماء، والأدب جزء منها.