خطوة واحدة خارج شوارع روما تكفي لدخول الفاتيكان: دولة لا تتجاوز نصف كيلو متر مربع لكنها قلب روحي لأكثر من مليار كاثوليكي. تنطلق جولتك من ساحة القديس بطرس أمام البازيليكا المقامة على قبر الرسول، وتقطع متاحف تعجّ بروائع ميكيلانجيلو ورافائيل حتى كنيسة السيستين، حيث ينعقد الكونكلاف وتُحرَق أوراق الاقتراع بانتظار الدخان الأبيض. يحييك الحرس السويسري—أقدم جيش متواصل منذ 1506—يحرس البابا بأسلحة حديثة تحت زي نهضوي. من القصر الرسولي تدير الكوريا شؤون الكنيسة، وتموِّل الدولة نفسها بلا ضرائب عبر رسوم المتاحف والطوابع والهدايا، فيما تشرف الحاكمية على الخدمات اليومية. خلف الأسوار حدائق يتأمّل فيها البابا قبل أن يمنح بركته كل أحد من نافذته. هنا تكمن القوة في شبكة إيمان وتقاليد عمرها عشرون قرنًا تُحرّك السياسة والثقافة عالميًّا.