قد تكون مدينة إشبيلية أحد أهم الوجهات السياحية في إسبانيا، حيث تتمتع بنصيبها من مناطق الجذب من آثار الحضارة الأندلسية القديمة، ولكن ماذا لو كانت هذه العمارة التاريخية ليست إلا وجهًا آخر لثقافة الاستهلاك في السفر والترحال؟ يثير الرحالة، إبراهيم سرحان العديد من الأسئلة حول نمط السفر الذي اعتدنا عليه، فالعديد من هذه الدول أخذت حصتها من التسويق حتى باتت مبتذلة، وهي على الأرجح لا تقدم تجارب سفر حقيقة. زار إبراهيم سرحان، شتى المدن والمناطق بحثًا عن هذه التجارب، فهو يتحدث هنا عن رحلاته داخل وخارج السعودية. يقف فيها على قصص ومواقف صنعت منه ما هو عليه اليوم. فالسفر على حد قوله، هو ما يصقل المهارات، و رحلات الاكتشاف الحقيقية "لا تنحصر في رؤية أرض جديدة، بل في الحصول على رؤى مختلفة." تمدك بروابط أقوى مع شعوب أرضها. وحين يتحدث فهو حتمًا يأتي باسم الشيخ العبودي، الذي كتب مجلدات عديدة وبوصف دقيق عن رحلاته في أصقاع العالم، مما جعله أحد أبرز رواد أدب الرحلات العربية في التاريخ. ومثله د. سعد الصويان الذي انكب في أبحاثه على دراسة التراث الشعبي والثقافي في مختلف مناطق المملكة.