قضى علي المجنوني أول 13 سنة من عمره بين عالمين ففي الصباح هو في مدرسة وسط المدينة ويعود في المساء إلى حياته والإرتحال في الصحراء بحثًا عن الكلأ والماء. ساهمت هذه التجربة في تشكيل شخصية علي فهو اليوم كاتب ومترجم ولازال يعيش بين عالمين بطريقة ما. كما أثرت الصحراء وحياة البدو الرحل على علاقته بالمكان فلا يحن إلى أرض أبدًا، ولازال يحمل وطنه معه أينما ارتحل. لكن ماذا عن حياته اليوم في أميركا هل لازال يصنف نفسه كبدوي؟ وما هي البداوة؟ هل هي الجذور ورابطة القبيلة؟ أم هي نمط حياة أهل الصحراء؟ بعد أن درس علي الأدب الإنجليزي شعر أنه على إطلاع ما يسمى بأدب المركز أو أدب الثقافة المهيمنة فقط، ولا يفهم بالقدر نفسه آداب باقي الدول أو الثقافات الفرعية والهامشية. إلى أن وجد في دراسة الأدب المقارن ما كان يبحث عنه، فهو يُعنى بدراسة الأدب بعد أن ينتقل من موطنه لموطن آخر، ويتوسع لدراسة تاريخ هذا الأدب وعلم اجتماعه وعلاقته مجالات وعلوم أخرى. يُعرف علي باختياراته المميزة في الترجمة، فهو يختار الرواية التي تمسه شخصيًا ويشعر أنه يريد نقلها للقارئ العربي. ومع ذلك يحب أن يوصف بكاتب أكثر من مترجم، لأنه يشعر دا